233 - وقال في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أبو عبيد" المدينة، والميزان ميزان أهل مكة" "المكيال مكيال أهل [ ص: 352 ] .
قال [وقد اختلف في هذا الحديث] ، فبعضهم يقول: "أبو عبيد ":
الميزان ميزان [أهل] "المدينة" [ ص: 353 ] .
والمكيال مكيال أهل "مكة ".
قال: حدثنيه عن "أبو المنذر إسماعيل بن عمر" "سفيان" عن "حنظلة" عن عن "طاووس" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . "ابن عمر"
يقال: إن هذا الحديث أصل لكل شيء من الكيل والوزن إنما يأتم الناس فيهما بأهل "مكة" وأهل "المدينة" وإن تغير ذلك في سائر الأمصار.
ألا ترى أن أصل التمر "بالمدينة" كيل، وقد صار وزنا في كثير من الأمصار.
وأن السمن عندهم وزن، وهو كيل في بعض الأمصار.
فلو أسلم رجل تمرا في حنطة لم يصلح؛ لأنه كيل في كيل.
وكذلك السمن إذا أسلمه فيما يوزن لم يصلح؛ لأنه وزن في وزن [ ص: 354 ] .
والذى يعرف به أصل الكيل والوزن أن كل ما لزمه اسم المختوم، والقفيز، والمكوك، والمد، والصاع، فهو كيل.
وكل ما لزمه اسم الأرطال والأواقي، فهو وزن.
ألا تسمع حديث [ - رضي الله عنه - ] في الأواقي حين قال في عام الرمادة وكان يأكل الخبز بالزيت، فقرقر بطنه، [ ص: 355 ] فقال: " قرقر ما شئت! فلا يزال هذا دأبك ما دام السمن يباع بالأواقي. "عمر"
فهذا يبين أن أصل السمن وزن، إلا أن يريد بالأرطال المكاييل، فإن المكيال قد يسمى رطلا.