251 - وقال "أبو عبيد ": في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنه كان يصلي من الليل، فإذا مر بآية فيها ذكر الجنة سأل، وإذا مر بآية فيها ذكر النار تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه لله سبح" [ ص: 448 ] قوله: تنزيه: يعني ما ينزه عنه - تبارك وتعالى - من أن يكون له شريك أو ولد، وما أشبه ذلك.
وأصل التنزه: البعد مما فيه الأدناس، والقرب إلى ما فيه الطهارة، والبراءة، ومنه قول "عمر" [ - رضي الله عنه] حين كتب إلى "أبي عبيدة" [ - رضي الله عنه - ] [ ص: 449 ] .
"إن الأردن أرض غمقة، وإن الجابية أرض نزهة، فاظهر بمن معك من المسلمين إليها ".
قال "أبو عبيد ": إنما أراد بالغمقة ذات الندى والوباء وأراد بالنزهة البعد من ذلك.
ثم كثر استعمال الناس للنزهة في كلامهم حتى جعلوها في البساتين، والخضر.
ومعناه راجع إلى ذلك الأصل.


