[أنه قال] :
" إياكم وخضراء الدمن.
قيل: وما ذاك يا رسول الله؟
قال:
"المرأة الحسناء في منبت السوء "
وهذا يروى عن "يحيى بن سعيد بن دينار [شيخ من أهل المدينة] عن "أبي وجزة يزيد بن عبيد" عن "عطاء بن يزيد" عن "أبي سعيد الخدري " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك [ ص: 491 ] .
قال "أبو عبيد ": نراه أراد فساد النسب إذا خيف أن يكون لغير رشدة.
وهذا مثل حديثه الآخر:
"تخيروا لنطفكم ".
وإنما جعلها خضراء الدمن تشبيها بالشجرة الناضرة في دمنة البعر، وأصل الدمن: ما تدمنه الإبل والغنم من أبعارها، وأبوالها.
فربما نبت فيها النبات الحسن، وأصله في دمنة.
يقول: فمنظرها حسن أنيق، ومنبتها فاسد، قال "زفر بن الحارث الكلابي ":
فقد ينبت المرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هيا
ضربه مثلا للرجل يظهر مودة، وقلبه نغل بالعداوة [ ص: 492 ] .


