قالوا: الذي لا يبقى له ولد.
فقال: بل الرقوب: الذي لم يقدم من ولده شيئا "ما تعدون الرقوب فيكم؟ " [ ص: 509 ] قال "] : وكذلك معناه في كلامهم، إنما هو على فقد الأولاد ["أبو عبيد
قال الشاعر:
فلم ير خلق قبلنا مثل أمنا ولا كأبينا عاش وهو رقوب
وقال: "صخر الغي ":فما إن وجد مقلات رقوب بواجدها إذا يغزو تضيف
وليس هذا بخلاف ذاك في المعنى، ولكنه تحويل الموضع إلى غيره.
وهذا نحو الحديث الآخر:
"إن المحروب من حرب دينه ".
ليس هذا ألا يكون من سلب ماله ليس بمحروب إنما هو على تغليظ الشأن.
يقول: إنما الحرب الأعظم أن يكون في الدين، وإن كان ذهاب المال قد يكون حربا، ومنه قول أبي دؤاد [الإيادي] :
لا أعد الإقتار عدما ولكن فقد من قد رزئته الإعدام
ومما يقوي مذهب قوله في الرقوب، قول الله - جل ثناؤه - :
لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها
ألا ترى أنهم قد يعقلون أمر الدنيا، ويبصرون فيها، ويسمعون؟ إلا أن معناها في التفسير أمر الآخرة.