الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
29 - [و] قال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رجلا أتاه، فقال: "يا رسول الله! تخرقت عنا الخنف، وأحرق بطوننا التمر"   [ ص: 176 ] .

قال: حدثناه أبو معاوية عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، رفعه.

[قال أبو عبيد] : وقد خولف أبو معاوية في إسناده في داود بن أبي هند، عن رجل آخر يقال: إنه طلحة بن عبيد الله بن كريز، وطلحة رجل من خزاعة.

قال الأصمعي: الخنف واحدها خنيف، وهو جنس من الكتان أردأ ما يكون منه، قال الشاعر يذكر طريقا:


علا كالخنيف السحق يدعو به الصدى له قلب عفى الحياض أجون

ويروى

.. . . . . . . . . . .     له قلب عادية وصحون

يعني الطريق شبهه بالخنيف: أي علا طريقا كالخنيف. والسحق: الخلق من الثياب.

ومنه قول "عمر": "من زافت عليه دراهمه، فليأت به السوق، فليقل: من يبيعني بها سحق ثوب أو كذا وكذا؟ ولا يخالف الناس عليها أنها جياد" [ ص: 177 ] .

وقال أبو زبيد [الطائي] :


وأباريق شبه أعناق طير الما     ء قد جيب فوقهن خنيف

يعني الفدام الذي تفدم به الأباريق، [و] قوله: [قد] جيب شبهه بالجيب.

ومن الفدام حديث "بهز".

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنكم مدعوون يوم القيامة مفدمة أفواهكم بالفدام"   [ ص: 178 ] .

يعني أنهم منعوا الكلام حتى تكلم أفخاذهم، فشبه ذلك بالفدام الذي يشد [به] على الفم.

قال أبو عبيد: وبعضهم يقول: الفدام - بالفتح - ووجه الكلام الفدام - بكسر الفاء - . وفي الحديث: "ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه ويده".  

التالي السابق


الخدمات العلمية