الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
303 - قال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان يقول: "اللهم إني أسألك غناي وغنى مولاي"   [ ص: 591 ] .

قال: حدثنيه "يحيى بن سعيد" و"يزيد" عن "يحيى ابن سعيد" عن "محمد بن يحيى بن حبان" عن عمه واسع [بن حبان] يرفعه.

قال "أبو عبيد ": قوله: "غنى مولاي ":  المولى عند كثير من الناس هو ابن العم خاصة.

وليس هو هكذا. ولكنه الولي، فكل ولي للإنسان فهو مولاه، [ ص: 592 ] مثل الأب، والأخ، وابن الأخ، والعم، وابن العم، وما وراء ذلك من العصبة كلهم.

ومنه قوله - عز وجل - : وإني خفت الموالي من ورائي

ومما يبين ذلك: أن المولى كل ولي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل"   [ ص: 593 ] .

أراد بالمولى الولي.

وقال الله [ - تبارك وتعالى - ] : يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا

أفتراه إنما عنى ابن العم خاصة، دون سائر أهل بيته؟

وقد يقال للحليف أيضا: مولى، قال "النابغة الجعدي ":


موالي حلف لا موالي قرابة ولكن قطينا يسألون الأتاويا

[ ص: 594 ] الأتاوي: جمع إتاوة، وهي الخراج.

التالي السابق


الخدمات العلمية