الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
420 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم"   [ ص: 159 ] .

قال: حدثناه "إسماعيل بن جعفر" عن "محمد بن عمرو" عن "أبي سلمة" عن "أبي هريرة".

و عن "العلاء بن عبد الرحمن" عن " أبيه" عن "أبي هريرة".

أو بأحد هذين الإسنادين عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - . قال "الكسائي": قوله: "بيد" يعني: غير أنا أوتينا الكتاب من بعدهم. فمعنى "بيد" معنى "غير" بعينها.

وقال "الأموي": "بيد" معناها "على"، وأنشدنا لرجل يخاطب امرأة:


عمدا فعلت ذاك بيد أني إخال لو هلكت لم ترني

[ ص: 160 ] يعني من الرنين يقول: على أني إخال ذاك.

[قال "أبو عبيد"] : وفيه لغة أخرى: "ميد" بالميم، والعرب تفعل هذا، تدخل الميم على الباء، والباء على الميم كقولك: أغمطت عليه الحمى وأغبطت.

وقولهم: سبد رأسه وسمده، وهذا كثير في الكلام.

وأخبرني بعض الشاميين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [ ص: 161 ] :

"أنا أفصح العرب ميد أني من "قريش" ونشأت في "بني سعد ابن بكر".

وفسره: أي من أجل.

وبعض المحدثين يحدثه بأيد أنا أعطينا الكتاب من بعدهم يذهب [به] إلى القوة، وليس له ها هنا معنى نعرفه.

قال "أبو عبيد": وهذه الأقوال كلها بعضها قريب من بعض في المعنى مثل "غير" و"على".

التالي السابق


الخدمات العلمية