الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
448 - وقال "أبو عبيد"; في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"أنه نهى عن المكاعمة والمكامعة"   [ ص: 224 ] .

قال: حدثنيه "أبو النضر" عن "الليث بن سعد" عن "عياش ابن عباس" رفعه.

وذكر غيره بعض هذا الحديث.

قال غير واحد: أما المكامعة فأن يلثم الرجل صاحبه، أخذه من كعام البعير، وهو أن يشد فمه إذا هاج.

يقال منه: كعمته أكعمه كعما، فهو مكعوم، وكذلك. كل مشدود الفم فهو مكعوم، قال "ذو الرمة" يصف الفلاة:


[بين الرجا والرجا من جنب واصية] يهماء خابطها بالخوف مكعوم [ ص: 225 ]

يقال منه: قد شد الخوف فمه، فمنعه من الكلام، فجعل "النبي" - صلى الله عليه وسلم - اللثام حين يلثمه بمنزلة ذلك الكعام.

وأما قوله: المكامعة، فهو أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد أخذه من الكميع والكمع، وهو الضجيع.

ومنه قيل لزوج المرأة هو كميعها، قال "أوس بن حجر" يذكر أزمة في شدة البرد:


وهبت الشمأل البليل وإذ     بات كميع الفتاة ملتفعا

وقال "البعيث":


لما رأيت الهم ضاف كأنه     أخو لطف دون الفراش كميع [ ص: 226 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية