456 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - : "أنه نهى عن تطيين القبور وتقصيصها" [ ص: 248 ] .
قال: حدثنيه "ابن علية" عن "أيوب" عن "أبي الزبير" عن "جابر بن عبد الله" أنه قال: نهى عن تقصيص القبور.
فقيل له: عن "النبي" [ - صلى الله عليه وسلم - ] ؟
فقال: ذاك أراد.
قوله: التقصيص هو التجصيص، وذلك أن الجص يقال له: القصة.
يقال منه: قصصت القبور والبيوت: إذا جصصتها.
ومنه حديث "عائشة" [ - رضي الله عنها] حين قالت للنساء: "لا تغتسلن من المحيض حتى ترين القصة البيضاء" [ ص: 249 ] .
قال: حدثناه "إسماعيل بن عمر" عن "مالك" عن "علقمة ابن أبي علقمة" عن "أمه" عن " عائشة".
قال "أبو عبيد": ومعناه أن يقول; حتى تخرج القطنة أو الخرقة التي تحتشي بها المرأة كأنها قصة لا يخالطها صفرة ولا ترية.
وقد قيل: إن القصة شيء كالخيط الأبيض يخرج بعد انقطاع الدم كله والله أعلم.
وأما الترية: فالشيء الخفي اليسير، وهو أقل من الصفرة والكدرة.
ولا تكون الترية إلا بعد الاغتسال [والمحيض] ، فأما ما كان في أيام الحيض فهو حيض وليس بترية [ ص: 250 ] .


