الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
462 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - أن "سعد بن عبادة" أتاه برجل [كان] في الحي مخدج سقيم وجد على أمة من إمائهم يخبث بها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "خذوا له عثكالا فيه مائة شمراخ، فاضربوه به ضربة"   [ ص: 271 ] .

قال: حدثنيه "يزيد" عن "محمد بن إسحاق" عن "يعقوب بن عبد الله بن الأشج" عن "أبي أمامة بن سهل بن حنيف" عن "سعيد بن سعد بن عبادة".

قال "الأصمعي" وغير واحد في المخدج: هو الناقص الخلق، ومنه قيل للمقتول "بالنهروان" في الخوارج مخدج اليد.

وأما العثكال فهو الذي يسميه الناس الكباسة، وفيه لغتان: عثكال وعثكول.

و"أهل المدينة" يسمونه العذق - بكسر العين - [ ص: 272 ] .

وأما العذق - بالفتح - فالنخلة نفسها، قال "امرؤ القيس" يصف شعر امرأة يشبهه بالعثكال [فقال] :


وفرع يزين المتن أسود فاحم أثيث كقنو النخلة المتعثكل

والقنو هو العثكال أيضا، وجمع القنو أقناء وقنوان.

وفي هذا الحديث من الفقه: أنه عجل ضربه، فلم يمنعه سقمه من إقامة الحد عليه.  

وفيه تخفيف الضرب عنه، ولا نرى ذلك إلا لمكان مرضه.

وفيه أنه لم ينفه في الزنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية