الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
467 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا".  

قال: حدثنيه "الفزاري" عن "عوف" عن "الحسن" عن "عتي بن ضمرة السعدي" عن "أبي بن كعب" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 289 ] .

قوله: "عزاء الجاهلية": الدعوى للقبائل أن يقال: يالتميم ويالعامر! وأشباه ذلك.

ومنه حديث يروى قال: سمعته من بعض أهل العلم أن رجلا قال "بالبصرة": يالعامر! فجاء النابغة الجعدي بعصية له، فأخذته شرط "أبي موسى"، فضربه خمسين سوطا بإجابته دعوى الجاهلية.

ويقال منه: اعتزينا وتعزينا، قال "عبيد [بن الأبرص] ":


نعليهم تحت العجا ج المشرقي إذا اعتزينا

وقال "الراعي":


فلما التقت فرساننا ورجالهم     دعوا يا لكلب واعتزينا لعامر [ ص: 290 ]

[وقال بشر بن أبي خازم:


نعلوا الفوارس بالسيوف ونعتزي     والخيل مشعرة النحور من الدم]

يقال منه: عزوت الرجل إلى أبيه وعزيته - لغتان - إذا نسبته إليه، وكذلك الحديث: إذا أسندته.

[وكذلك كل شيء نسبته إلى شيء، فهو مثله، وإن كان في غير الناس] .

قال [أبو عبيد] : أخبرني "يحيى بن سعيد [القطان] " عن "ابن جريج" أن "عطاء" حدثه بحديث.

قال: فقلت لعطاء: أتعزيه إلى أحد؟ أي أتسنده إليه، وهو مثل النسبة [ ص: 291 ] .

[قال] : وأما الحديث الآخر قوله: "من لم يتعز بعزاء الإسلام، فليس منا" فإن عزاء الإسلام أن يقول: يا للمسلمين!

وكذلك يروى عن "عمر" [ - رضي الله عنه - ] قال:

"إنه ستكون للعرب دعوى قبائل، فإذا كان ذلك فالسيف السيف والقتل القتل حتى يقولوا: يا للمسلمين"!

التالي السابق


الخدمات العلمية