الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
466 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - .

"تسعة أعشار الرزق في التجارة،  والجزء الباقي في السابياء".

قال: حدثناه "هشيم" قال: أخبرنا "داود بن أبي هند" عن "نعيم بن عبد الرحمن الأزدي" يرفعه.

قال "هشيم": يعني بالسابياء النتاج [ ص: 286 ] .

قال "الأصمعي": السابياء: هو الماء الذي يخرج على رأس الولد إذا ولد.

وقال "أبو زيد [الأنصاري] " ذلك الماء هو الحولاء ممدود.

قال: وأما الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد فإنها السلا، ومنه قيل في المثل: "انقطع السلا في البطن" يضرب في الأمر العظيم إذا نزل بهم.

وقال "الأحمر"; السابياء، والحولاء، والسخد كله: الماء الذي يكون مع الولد [قال] : وهو ماء غليظ.

ومنه قيل للرجل إذا أصبح ثقيلا مورما: إنه لمسخد.

قال "أبو عبيد": ومعنى هذا الحديث، والذي يرجع إليه ما قال "هشيم" إنه إنما أراد النتاج، ولكن الأصل ما فسر هؤلاء; [ ص: 287 ] لأنه علم لم سمي النتاج السابياء. ومما يبين ذلك حديث "عمر" [ - رحمه الله - ] فيه:

قال: حدثنيه "الأشجعي" [عبيد الله بن عبد الرحمن] عن "محمد بن قيس" عن "أبي هند" عن "أبي ظبيان" وليس بالجنبي، قال: قال لي "عمر" [ - رحمه الله - ] ما مالك يا أبا ظبيان؟".

قال: قلت: عطائي ألفان.

قال: "اتخذ من هذا الحرث والسابياء قبل أن تليك غلمة من قريش لا تعد العطاء معهم مالا [ ص: 288 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية