قال: حدثنيه "الفزاري" عن "عوف" عن "الحسن" عن "عتي بن ضمرة السعدي" عن "أبي بن كعب" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 289 ] .
قوله: "عزاء الجاهلية": الدعوى للقبائل أن يقال: يالتميم ويالعامر! وأشباه ذلك.
ومنه حديث يروى قال: سمعته من بعض أهل العلم أن رجلا قال "بالبصرة": يالعامر! فجاء النابغة الجعدي بعصية له، فأخذته شرط "أبي موسى"، فضربه خمسين سوطا بإجابته دعوى الجاهلية.
ويقال منه: اعتزينا وتعزينا، قال "عبيد [بن الأبرص] ":
نعليهم تحت العجا ج المشرقي إذا اعتزينا
وقال "الراعي":فلما التقت فرساننا ورجالهم دعوا يا لكلب واعتزينا لعامر [ ص: 290 ]
نعلوا الفوارس بالسيوف ونعتزي والخيل مشعرة النحور من الدم]
[وكذلك كل شيء نسبته إلى شيء، فهو مثله، وإن كان في غير الناس] .
قال [أبو عبيد] : أخبرني "يحيى بن سعيد [القطان] " عن "ابن جريج" أن "عطاء" حدثه بحديث.
قال: فقلت لعطاء: أتعزيه إلى أحد؟ أي أتسنده إليه، وهو مثل النسبة [ ص: 291 ] .
[قال] : وأما الحديث الآخر قوله: "من لم يتعز بعزاء الإسلام، فليس منا" فإن عزاء الإسلام أن يقول: يا للمسلمين!
وكذلك يروى عن "عمر" [ - رضي الله عنه - ] قال:
"إنه ستكون للعرب دعوى قبائل، فإذا كان ذلك فالسيف السيف والقتل القتل حتى يقولوا: يا للمسلمين"!


