[ ص: 295 ] . "ويرفع أهل الغرف إلى غرفهم في درة بيضاء ليس فيها قصم ولا فصم"
قال: حدثنيه "أبو اليقظان" عن عن "فلان" عن "ليث بن أبي سليم" رفعه. "أنس بن مالك"
قوله: القصم - بالقاف - هو أن ينكسر الشيء، فيبين.
يقال منه: قصمت الشيء أقصمه قصما: إذا كسرته حتى يبين.
ومنه الحديث الآخر:
"استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك".
يعني ما انكسر منه إذا استيك به ..
وأما الفصم - بالفاء - فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يبين. يقال منه: فصمت الشيء أفصمه فصما: إذا فعلت [ذلك] [ ص: 296 ] به، فهو مفصوم، قال يذكر غزالا شبهه بدملج فضة: "ذو الرمة"
كأنه دملج من فضة نبه في ملعب من جواري الحي مفصوم
وإنما جعله مفصوما لتثنيه، وانحنائه، إذا نام ولم يقل: مقصوم، فيكون بائنا باثنين، قال: الله - تبارك وتعالى - : لا انفصام لهاوأما الوصم - بالواو - وليس هو في هذا الحديث، فإنه العيب يكون بالإنسان، وفي كل شيء منه.
يقال [منه] : ما في فلان وصمة إلا كذا وكذا يعني العيب.
وأما التوصيم، فإنه الفترة والكسل يكون في الجسد. ومنه الحديث: "إن الرجل إذا قام، يصلي من الليل أصبح طيب النفس، وإن نام حتى [ ص: 297 ] يصبح أصبح ثقيلا موصما" وقال "لبيد":
وإذا رمت رحيلا فارتحل واعص ما يأمر توصيم الكسل