"صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم".
حدثنا قال: حدثنيه "أبو عبيد" عن "ابن مهدي" "سفيان" عن عن "إبراهيم بن مهاجر" عن "مجاهد" "قائد السائب" عن "السائب" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 349 ] :
قال وحدثني "أبو عبيد": أيضا عن "ابن مهدي" "محمد بن مسلم" عن عن "إبراهيم بن ميسرة" "مجاهد" "قيس بن السائب" عن " أبيه" قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - شريكي، فكان خير شريك لا يدارئ ولا يماري". عن
وفي حديث "سفيان" "السائب" للنبي - صلى الله عليه وسلم - : "كنت شريكي فكنت خير شريك لا تدارئ ولا تماري". قال
قوله: [ - صلى الله عليه وسلم - ] : "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم": إنما معناه - والله أعلم - على التطوع خاصة من غير علة من مرض ولا سواه [ ص: 350 ] .
ولا تدخل الفريضة في هذا الحديث; لأن رجلا لو صلى الفريضة قاعدا أو نائما، وهو لا يقدر إلا على ذلك كانت صلاته تامة مثل صلاة القائم - إن شاء الله - ; لأنه من عذر.
وإن صلاها من غير عذر قاعدا أو نائما لم تجزه البتة، وعليه الإعادة، وهذا وجه الحديث.
وأما قوله: "كنت لا تدارئ ولا تماري" .
فإن المدارأة هاهنا مهموزة من دارأت، وهي المشاغبة والمخالفة على صاحبك، ومنها قول الله [ - عز وجل - ] وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها يعني اختلافهم في القتيل [ ص: 351 ] .
ومن ذلك حديث "إبراهيم" أو [شك "الشعبي" أبو عبيد] في المختلعة إذا كان الدرء من قبلها، فلا بأس أن يأخذ منها.
والمحدثون يقولون: هذا الدرو بغير همز، وإنما هو الدرؤ يا هذا من درأت قال: إذا كان الدرء من قبلها فلا بأس أن يأخذ منها، وإن كان من قبله فلا يأخذ.
يعني بالدرء: النشوز والاعوجاج والاختلاف.
وكل من دفعته عنك، فقد درأته، قال "أبو زبيد" يرثي ابن أخته:
كان عني يرد درؤك بعد اللــ ـه شغب المستصعب المريد.
وفي حديث آخر أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : "كان لا يشاري ولا يماري" فالمشاراة الملاجة، يقال للرجل: قد استشرى: إذا لج في الشيء، وهو شبيه بالمدارأة.
وأما المداراة في حسن الخلق والمعاشرة مع الناس، فليس من هذا.
هذا غير مهموز وذاك مهموز.
وزعم أن مداراة الناس تهمز ولا تهمز. "الأحمر"
قال والوجه عندنا ترك الهمز. "أبو عبيد":
وهو مأخوذ من الدرية، وهو الشيء يستتر به الصائد.