الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
511 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع "عمر" يحلف بأبيه  فنهاه عن ذلك.

قال: "فما حلفت بها ذاكرا ولا آثرا"
[ ص: 428 ] .

قال: أما قوله: ذاكرا، فليس هو من الذكر بعد النسيان، إنما أراد متكلما به [بعد] كقولك: ذكرت لفلان حديث كذا وكذا.

وقوله: "آثرا" يريد: ولا مخبرا عن غيري أنه حلف به يقول: لا أقول: إن فلانا قال: وأبي لا أفعل كذا وكذا.

ومن هذا قيل: حديث مأثور، أي يخبر به الناس بعضهم بعضا.

يقال منه: أثرت الحديث فأنا آثره أثرا، فهو مأثور وأنا آثر على مثال فاعل، قال الأعشى:


إن الذي فيه تماريتما بين للسامع والآثر [ ص: 429 ]

[يروى: بين وبين] .

ومنه حديث ابن عمر حين سأل سلمة بن الأزرق، وحدثه سلمة بحديث عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرخصة في البكاء على الميت،  فقال له ابن عمر أأنت سمعت هذا من أبي هريرة؟

قال: نعم.

قال: ويأثره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟

قال: نعم.

قال: فالله ورسوله أعلم.


حدثنا أبو عبيد: قال: حدثناه "إسماعيل بن جعفر"، عن "محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي"، عن "محمد بن عمرو بن عطاء" عن "ابن عمر" [ ص: 430 ] .

قال أبو عبيد: محمد بن عمرو بن عطاء هو من بني عامر بن لؤي.

قال أبو عبيد: ويقال إن المأثرة مفعلة من هذا، وهي المكرمة وإنما أخذت من هذا، أي إنها يأثرها قرن عن قرن يتحدثون بها.

التالي السابق


الخدمات العلمية