الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
518 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في قتلى أحد :   "زملوهم في دمائهم وثيابهم " هو من حديث غير واحد . عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :

أما قوله : "زملوهم " فإنه يقول : لفوهم بثيابهم التي فيها دماؤهم وكذلك كل ملفوف في ثياب فهو مزمل .

ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في المغازي في أول ما رأى [ ص: 12 ] .

"جبريل " [عليه السلام ] فقال : "جثت منه فرقا " وبعضهم يقول : " جثثت " .

قال "الكسائي " : هما جميعا من الرعب ، يقال : رجل مجؤوث ومجثوث .

قال : فأتى "خديجة " [رضي الله عنها ] فقال : "زملوني " .

فإذا فعل الرجل ذلك بنفسه قيل : قد تزمل ، وتدثر ، فهو متزمل ومتدثر ، فإذا أدغم التاء ، قال : مزمل ومدثر ، وبهذا أنزل القرآن بالإدغام .

وكذلك : "مدكر" إنما هو مذتكر ، فأدغمت التاء ، وأبدلت الذال دالا .

قال "أبو عبيد " : وفي [هذا ] الحديث من الفقه أن الشهيد إذا مات [ ص: 13 ] في المعركة لم يغسل ،  ولم ينزع عنه ثيابه . ألا تسمع إلى قوله : "زملوهم بثيابهم ودمائهم" ؟  

قال : إلا أني سمعت محمد بن الحسن يقول : ينزع عنه الجلد والفرو قال : وأحسبه قال : والسلاح ، ويترك سائر ثيابه عليه .

هذا إذا مات في المعركة ، فإن رفع وبه رمق غسل وصلي عليه .

قال : وأهل الحجاز لا يرون الصلاة على الشهيد  إذا حمل من المعركة ميتا ، ولا الغسل . وأهل العراق يقولون : لا يغسل ، ولكن يصلى عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية