الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
525 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سأل عاصم بن عدي الأنصاري ، عن ثابت بن الدحداح ، وتوفي ، "هل تعلمون له نسبا فيكم ؟

فقال : لا ، إنما هو أتي فينا .

قال : فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بميراثه لابن أخته "
  [ ص: 29 ] .

حدثنا أبو عبيد : قال : حدثناه عباد بن عباد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عمه واسع بن حبان ، رفعه .

[قال أبو عبيد ] : قال الأصمعي : أما قوله : أتي فينا ، فإن الآتي الرجل يكون في القوم ليس منهم ، ولهذا قيل للسيل الذي يأتي من بلد قد مطر فيه إلى بلد لم يمطر فيه فذلك السيل أتى ، قال العجاج :

سيل أتى مده أتى

يقال منه : أتيت السيل فأنا أؤتيه إذا سهلت سبيله من موضع إلى موضع ؛ ليخرج إليه .

وأصل هذا من الغربة ، ولهذا قيل : رجل أتاوي إذ كان غريبا في غير بلاده [ ص: 30 ] .

ومنه حديث عثمان [رضي الله عنه ] حين بعث إلى عبد الله بن سلام رجلين ، فقال لهما : قولا : إنا رجلان أتاويان .

وقد قال بعض أصحاب الحديث في حديث ثابت بن الدحداح . إن عاصم بن عدي قال : إنما هو آت فينا ، فجعله من الإتيان ، وليس هذا بشيء والمحفوظ ما قلت لك : أتي ، بتشديد الياء .

وفي [هذا ] الحديث من الفقه أنه أعطى ميراثه ابن الأخت لما لم يوجد له وارث فورث ابن أخته ، لأنه من ذوي الأرحام .

وفيه أنه اكتفى بمسألة رجل واحد عن نسبه ، ولم يسأل غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية