حدثنا أبو عبيد قال : سمعت يزيد بن هارون يحدثه عن عباد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
[قال أبو عبيد ] : أما قوله : أصيهب فهو تصغير أصهب ، والأثيبج تصغير أثبج ، وهو الناتئ الثبج ، والثبج ما بين الكاهل ووسط الظهر ، وهو من كل شيء وسطه وأعلاه .
والحمش : الدقيق الساقين .
والأورق : الذي لونه [ما ] بين السواد والغبرة ، ومنه قيل للرماد : أورق وللحمامة ورقاء ، وإنما وصفه بالأدمة .
وأما الخدلج فالعظيم الساقين .
وأما قوله : الجمالي ، فإنهم يروونها هكذا بفتح الجيم ، يذهبون بها [ ص: 50 ] إلى الجمال ، وليس هذا من الجمال في شيء ، ولو أراد ذاك لقال جميل ولكنه جمالي بضم الجيم ، يعني أنه عظيم الخلق ، شبه خلقه بخلق الجمل ، ولهذا قيل للناقة : جمالية ؛ لأنها تشبه بالفحل من الإبل في عظم الخلق ، قال "الأعشى " يصف ناقة :
جمالية تغتلي بالرداف إذا كذب الآثمات الهجيرا
وفي هذا الحديث من الفقه أنه لاعن بين المرأة وزوجها وهي حامل ، وقد كان بعض الفقهاء لا يرى اللعان بالحمل حتى تضع ، فإن انتفى منه حينئذ لاعن ، يذهب إلا أنه لا يدري لعل ذلك ليس بحمل ، يقول : لعله من ريح ، وهذا رأي أبي حنيفة .وأما حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنما لاعن بينهما ؛ لأنه قذفها قذفا بالزنا ، ولم يذكر حملا ، فلهذا أوقع اللعان .


