قال أبو عبيد : بلغني هذا الحديث عن مالك بن أنس ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن جذامة بنت وهب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أبو عبيدة ، واليزيدي ، وأظن الأصمعي ، وغيرهم : قوله : الغيلة هو الغيل ، وذلك أن يجامع الرجل المرأة وهي ترضع .
يقال منه : قد أغال الرجل وأغيل ، والولد مغال ، ومغيل .
[قال أبو عبيد ] : وأنشدني الأصمعي بيت امرئ القيس [ ص: 52 ] :
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم مغيل
هكذا روايته ، وغيره يقول : "محول " .ومنه الحديث الآخر : "لا تقتلوا أولادكم سرا ، إنه ليدرك الفارس فيدعثره " .
يقول : يهدمه ويطحطحه بعدما قد صار رجلا قد ركب الخيل ، قال ذو الرمة يصف المنازل أنها قد تهدمت وتغيرت ، فقال :
آربها والمنتأى المدعثرا
يعني بالمنتأى النؤى ، وهو الحفير يحفر حول الخباء للمطر ، والمدعثر : المهدوم [ ص: 53 ] .
والعرب تقول في الرجل تمدحه : ما حملته أمه وضعا ، ولا أرضعته غيلا ولا وضعته يتنا ، ولا أباتته مئقا .
قوله : حملته وضعا : يريد ما حملته على حيض ، وبعضهم يقول : تضعا .
وقوله ولا أرضعته غيلا يعني أن توطأ وهي ترضع . وقوله : ولا وضعته بتنا يعني أن تخرج رجلاه قبل يديه في الولادة ، يقال منه : قد أيتنت المرأة فهي موتن ، والولد موتن .
وقوله : ولا أباتته مئقا ، وبعضهم يقول : ولا أباتته على مأقة ، فإنه شدة البكاء .


