هكذا يروى الحديث براءين من حديث الوليد بن مسلم ، عن [ ص: 118 ] عن الأوزاعي ، عن الزهري ، ابن كعب بن مالك ، بلغني ذلك عنه .
قال ولا أحسبه محفوظا ، ولكنه عندي أبو عبيد : وكذلك كل من أتاك لحاجة ، أو نائبة نابته ، فقد عراك ، وهو يعروك عروا ، قال الراعي : "لما يعروك" بالواو ، ومعناه : لما ينوبك من أمور الناس ، ويلزمك من حوائجهم .
قالت خليدة ما عراك ولم تكن بعد الرقاد عن الشؤون سؤولا
يريد بقوله : "ما عراك" [أي ] ما نزل بك ، وما ألم بك ، ونحو ذلك . ومنه قول الله [تبارك وتعالى ] : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ومنه قيل : اعتراه الوجع وغيره ، وقال معن بن أوس يمدح رجلا :رأى الحمد غنما فاشتراه بماله فلا البخل يعروه ولا الجهد جاهده
ومن قال : يعررك فليس يخرج إلا من أحد معنيين : من العرة : وهي العذرة ، أو من العر : وهو الجرب . وليس في الحديث موضع لواحد من هذين [ ص: 119 ] .
ولو كان من أحدهما لم يكن أيضا براءين ، لكان لما يعرك ؛ لأنه موضع رفع ، وليس بموضع جزم فيظهر التضعيف .