الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
555 – وقال أبو عبيد في حديث أبي بكر [رضي الله عنه ] : "أنه أعطى عمر سيفا محلى ، قال : فجاءه عمر بالحلية قد نزعها ، فقال : أتيتك بهذا لما يعررك من أمور الناس " .

هكذا يروى الحديث براءين من حديث الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، [ ص: 118 ] عن الزهري ، عن ابن كعب بن مالك ، بلغني ذلك عنه .

قال أبو عبيد : ولا أحسبه محفوظا ، ولكنه عندي "لما يعروك" بالواو ، ومعناه : لما ينوبك من أمور الناس ، ويلزمك من حوائجهم .  وكذلك كل من أتاك لحاجة ، أو نائبة نابته ، فقد عراك ، وهو يعروك عروا ، قال الراعي :


قالت خليدة ما عراك ولم تكن بعد الرقاد عن الشؤون سؤولا

يريد بقوله : "ما عراك" [أي ] ما نزل بك ، وما ألم بك ، ونحو ذلك . ومنه قول الله [تبارك وتعالى ] : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ومنه قيل : اعتراه الوجع وغيره ، وقال معن بن أوس يمدح رجلا :


رأى الحمد غنما فاشتراه بماله     فلا البخل يعروه ولا الجهد جاهده

أي : لا ينزل به البخل ولا يصيبه .

ومن قال : يعررك فليس يخرج إلا من أحد معنيين : من العرة : وهي العذرة ، أو من العر : وهو الجرب . وليس في الحديث موضع لواحد من هذين [ ص: 119 ] .

ولو كان من أحدهما لم يكن أيضا براءين ، لكان لما يعرك ؛ لأنه موضع رفع ، وليس بموضع جزم فيظهر التضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية