وكانت مع هذا تقول : ومن علم أنه خلق غناء للإسلام ، "عمر " كان والله أحوذيا نسيج وحده ، قد أعد للأمور أقرانها " . رأي
قال : حدثناه يزيد ، ومعاذ كلاهما ، عن عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عبد الواحد بن أبي عون ، عن القاسم بن محمد ، . عائشة
قال وغيره : قولها : لهاضها : الهيض الكسر بعد جبور العظم ، وهو أشد ما يكون من الكسر ، وكذلك الناس في المرض بعد الاندمال ، قال الأصمعي ذو الرمة :
ووجه كقرن الشمس حر كأنما تهيض بهذا القلب لمحته كسرا
[ ص: 122 ] وقال القطامي :إذا ما قلت قد جبرت صدوع تهاض وما لما هيض اجتبار
ومنه الحديث المرفوع : فيقال : خلود لا موت . "إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار أتي بالموت في صورة كبش أملح ، ثم نودي يا أهل الجنة ، ويا أهل النار ؛ فيشرئبون لصوته ، ثم يذبح على الصراط ،
وقال يذكر امرأة شبهها بظبية - : ذو الرمة -
ذكرتك أن مرت بنا أم شادن أمام المطايا تشرئب وتسنح
قال الأحوذي : المشمر في الأمور ، القاهر لها ، الذي لا يشذ عليه منها [ ص: 123 ] شيء ، هذا وما أشبهه من الكلام ، قال الأصمعي : لبيد يصف حمارا وأتنا :
إذا اجتمعت وأحوذ جانبيها وأوردها على عوج طوال
يحوزهن وله حوزى
كما يحوز الفئة الكمي
وقولها : "نسيج وحده" يعني : أنه ليس له شبه في رأيه ، وجميع أمره .
قال الراجز :
جاءت به معتجرا ببرده
سفواء تخدى بنسيج وحده [ ص: 124 ] والعرب تنصب "وحده " في الكلام كله لا ترفعه ولا تخفضه إلا في ثلاثة أحرف : "نسيج وحده ، وعيير وحده ، وجحيش وحده" ، فإنهم يخفضونها ثم فسرت العلماء نصبه في قولهم : "وحده " فقال " أهل البصرة : "
إنما نصبوا وحده على مذهب المصدر ، أي : توحد وحده .
وقال أصحابنا : إنما انتصب على مذهب الصفة .
[قال وقد يدخل فيه الأمران جميعا . أبو عبيد ] :