الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
569 - وقال أبو عبيد في حديث عمر [رضي الله عنه ] حين قال لابن عباس - لشيء شاوره فيه ، فأعجبه كلامه ، فقال عمر [ ص: 140 ] :

"نشنشة من أخشن " .

هكذا كان سفيان بن عيينة يحدثه ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن عمر .

وأما أهل العلم بالعربية فيقولون غير هذا .

قال الأصمعي : إنما هو :

شنشنة أعرفها من أخزم

وهذا بيت رجز تمثل به .

قال : والشنشنة : قد تكون كالمضغة ، أو القطعة تقطع من اللحم .  

وقال غير واحد : بل الشنشنة : مثل الطبيعة والسجية [ ص: 141 ] .

فأراد عمر : أني أعرف فيك مشابها من أبيك في رأيه وعقله .

ويقال : إنه لم يكن لقرشي مثل رأي العباس [رحمه الله ] .

قال أبو عبيد : وأخبرني ابن الكلبي أن هذا الشعر لأبي أخزم الطائي وهو جد أبي حاتم الطائي ، أو جد جده ، وكان له ابن يقال له : أخزم ، فمات ، وترك بنين ، فوثبوا يوما على جدهم أبي أخزم ، فأدموه ، فقال :

إن بني رملوني بالدم

شنشنة أعرفها من أخزم

يقول : إن هؤلاء أشبهوا أباهم في طبيعته وخلقه ، وأحسبه كان به عاقا .

وقد يكون المعنى الآخر كأنه جعلهم قطعة منه ، أي : أنهم بعضه .

وقد تمثل بهذا الشعر أيضا عقيل بن علقة المري في بعض ولده ، وإنما تمثل به عمر تمثلا .

قال أبو عبيدة : يقال : شنشنة ، ونشنشة .

وغيره ينكر نشنشة .

التالي السابق


الخدمات العلمية