قال : هو من حديث ابن عيينة ، بلغني [ذلك ] عنه ، عن جامع بن أبي راشد ، عن أبي وائل : أن رجلا كان له حق على "أم سلمة " فأقسم عليها ، ثم ذكر الحديث [ ص: 144 ] .
قال الأصمعي : قوله : يبضع : يعني يشق الجلد ، وقوله : يحدر : يعني يورم ولا يشق .
وقد اختلف الأصمعي وغيره في إعرابه ، فقال بعضهم : يحدر إحدارا ، من أحدرت ، وقال بعضهم : يحدر حدورا من حدرت .
وأظنهما لغتين ، إذا جعلت الفعل للضرب .
فأما إذا كان الفعل للجلد نفسه أنه الذي تورم ، فإنهم يقولون : قد حدر جلده يحدر حدورا ، لا اختلاف فيه أعلمه ، وقال عمر بن أبي ربيعة :
لو دب ذر فوق ضاحي جلدها لأبان من آثارهن حدورا
يعني الورم .وكذلك يقال : حدرت السفينة في الماء .
وكل شيء أرسلته إلى أسفل حدورا وحدرا بغير ألف ، ولم أسمعه بالألف أحدرت .
ومنه سميت القراءة السريعة الحدر ؛ لأن صاحبها يحدرها حدرا ، وأما الحدور - بفتح الحاء - فإنه الموضع المنحدر .
يقال : وقعنا في حدور منكرة ، كقولك : في هبوط ، وصعود ، كل هذا بالفتح .
وقال الله - تبارك وتعالى - : سأرهقه صعودا
وكذلك الكؤود .
ومنه حديث يروى عن أبي الدرداء : "إن بين أيدينا عقبة كؤودا ، لا يجوزها إلا المخف [ ص: 145 ] .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					