الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
583 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رضي الله عنه - "لئن بقيت لأسوين بين الناس حتى يأتي الراعي حقه في صفنه لم يعرق فيه جبينه " .

قال أبو عمرو : الصفن : خريطة تكون للراعي فيها طعامه وزناده ، وما يحتاج إليه .  

وقال الفراء : هو شيء [يكون ] مثل الركوة يتوضأ فيه .

وقال أبو عبيد : قال صخر الهذلي [يصف ماء ورده ] :


فخضخضت صفني في جمة خياض المدابر قدما عطوفا [ ص: 166 ]

وقال أبو دؤاد [الإيادي يصف ماء ورده ] :


هرقت في حوضه صفنا ليشربه     في داثر خلق الأعضاد أهدام

وقد يمكن أن يكون ما قال أبو عمرو ، والفراء جميعا أن يكون يستعمل الصفن في هذا وفي هذا . وقد سمعت من يقول : هو الصفن - بفتح الصاد - وهي الصفنة أيضا بالتأنيث .

وعمر هذا شبيه بحديثه الآخر حين قال : "لئن بقيت إلى قابل ليأتين كل مسلم حقه أو قال : حظه - حتى يأتي الراعي بسرو حمير لم يعرق فيه جبينه " .

قال : حدثنيه ابن علية ، عن أيوب ، في حديث طويل ، أوله عن عكرمة بن خالد ، عن مالك بن أوس بن الحدثان ، عن عمر .

وبعضه عن أيوب ، عن الزهري ، [عن عمر ] [ ص: 167 ] .

قال أبو عمرو : قوله : بسرو حمير : السرو : ما انحدر من حزونة الجبل ، وارتفع عن منحدر الوادي ، فما بينهما سرو .

قال الأصمعي : وهو الخيف أيضا ، قال : وبه سمي خيف منى .

وقال غيرهما : هو النعف أيضا .

ويروى عن عمر - في حديث ثالث - أنه قال : "لئن عشت إلى قابل ، لألحقن آخر الناس بأولهم ، حتى يكونوا ببانا واحدا " .

قال : حدثنيه ابن مهدي ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر .

قال ابن مهدي : يعني شيئا واحدا .

قال أبو عبيد : وذاك الذي أراد فيما نرى ، ولا أحسب هذه الكلمة عربية ، ولم أسمعها في غير هذا الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية