الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
606 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رحمه الله - أنه أفطر [ ص: 211 ] في رمضان ، وهو يرى أن الشمس قد غربت ، ثم نظر ، فإذا الشمس طالعة ، فقال عمر : "لا نقضيه ؛ ما تجانفنا فيه لإثم " .

قال : حدثناه أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن "عمر " .

قال أبو عبيد : قوله : ما تجانفنا فيه لإثم ، يقول : ما ملنا إليه ، ولا تعمدناه ونحن نعلمه ، وكل مائل فهو متجانف ، وجنف .

ومنه قوله [عز وجل ] : فمن خاف من موص جنفا أو إثما  قال : ميلا .

قال [ أبو عبيد ] : حدثناه هشيم ، عن عبد الملك ، عن عطاء .

وقال "لبيد " :


إني امرؤ منعت أرومة عامر ضيمي وقد جنفت على خصوم [ ص: 212 ]

وكذلك الجانئ - بالهمز - : هو المائل أيضا .

وقد جنأت عليه أجنا جنوءا : إذا ملت ، وقال كثير :


أعزة لو رأيت غداة بنتم     جنوء العائدات على وسادي

ويروى : أغاضر .

ومنه قول ابن عمر : أن النبي - صلى الله عليه [وسلم ] رجم يهوديا ويهودية "  قال ابن عمر : فلقد رأيته يجانئ عليها ؛ يقيها الحجارة بنفسه .

قال : حدثناه ابن علية ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر .

قال أبو عبيد : نرى أنه لم يجانئ عليها إلا وهما في حفرة واحدة ، وقوله : يجانئ ، يعني : ينحني .

التالي السابق


الخدمات العلمية