يروى [هذا ] عن عوف بن أبي جميلة ، عن أنس بن سيرين ، عن "عمر " .
قال أبو عبيد : قوله : "متكمكمة" نرى أنه إنما أراد متكممة ، وأصله من الكمة وهي القلنسوة ، فشبه قناعها بها ، فقال متكمكمة ، ولم يقل متكممة ، كما قالوا : متجممة من الجمة ، ومتعممة من العمة ، والعرب تفعل هذا إذا اجتمعت الحروف من جنس واحد ، فرقوا بينها استثقالا لجمعها ، كما قالوا : كفكفت فلانا عن كذا ، وإنما أصلها : كففت ، قال أبو زبيد :
ألم ترني سكنت إلى لإلكم وكفكفت عنكم أكلبي وهي عقر
وقال متمم [بن نويرة ] :ولكنني أمضي على ذاك مقدما     إذا بعض من يلقى الخطوب تكعكعا  [ ص: 240 ] 
ومنه قولهم : تصرصر الباب من الصرير ، وإنما أصله تصرر [الباب ] .
وقوله : "يا لكعاء " فيه لغتان : لكعاء ، ولكاع .
وفي هذا الحديث من الفقه : أنه رأى أن تخرج الأمة بلا قناع ، فإذا برزت للناس كذلك ، فكذلك ينبغي أن تكون في الصلاة بلا قناع .
ولهذا قال : "إبراهيم " في صلاة الأمة قال : تصلي كما تخرج إلى الأسواق .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					