الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
623 - وقال أبو عبيد في حديث عمر [رضي الله عنه ] أن رجلا أتاه ، [ ص: 242 ] فقال : إن ابن عمي شج موضحة ، فقال : أمن أهل القرى ، أم من أهل البادية ؟

فقال : من أهل البادية .

فقال عمر : "إنا لا نتعاقل المضغ بيننا " .

يروى عن سفيان بن سعيد ، عن عمر بن عبد الرحمن المديني ، عن أبي سلمة بن سفيان المخزومي ، عن أبي أمية بن الأخنس ، عن "عمر " أنه قال ذلك .

وهذا الحديث يحمله بعض أهل العلم على أن أهل القرى لا يعقلون عن أهل البادية ، ولا أهل البادية عن أهل القرى .

وفيه هذا التأويل : وزيادة أيضا ، أن العاقلة لا تحمل السن ، والموضحة ، والإصبع وأشباه ذلك  مما كان دون الثلث في قول "عمر " .

وعلى هذا قول أهل المدينة إلى اليوم ، يقولون : ما كان دون الثلث فهو في مال الجاني في الخطأ .

وأما أهل العراق ، فيرون [أن ] الموضحة - فما فوقها - على العاقلة إذا كان خطأ ، وما كان دون الموضحة فهو في مال الجاني [ ص: 243 ] .

وإنما سماها مضغا فيما ترى أنه صغرها وقللها ، كالمضغة من الإنسان في خلقه .

قال : وحدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن الزبير ، عن "عمر " قال : لا يعقل أهل القرى الموضحة ، ويعقلها أهل البادية .

التالي السابق


الخدمات العلمية