الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
630 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [ - رضي الله عنه - ] : حين أتاه "قبيصة بن جابر " فقال : إني رميت ظبيا ، وأنا محرم ، فأصبت خششاءه ، فركب ردعه ، فأسن ، فمات ، فأقبل على "عبد الرحمن بن عوف" ، فشاوره ، ثم قال : "اذبح شاة " .  

قال : أخبرنيه "ابن أبي أمية " عن "أبي عوانة " عن "عبد الرحمن بن عمير " عن "قبيصة " عن "عمر " .

قال "أبو عبيد " : الخششاء : العظم الناشز خلف الأذن ، وفيه لغتان خشاء ، وخششاء .

وقوله : "ركب ردعه" ، يعني : أنه سقط على رأسه ، وإنما أراد بالردع الدم ، شبهه بردع الزعفران ، وردع الزعفران : أثره ، وركوبه إياه أن الدم سال ، ثم خر الظبي عليه صريعا ، فهذا معنى قولهم : ركب ردعه [ ص: 255 ] .

وقوله : "أسن" ، يعني أنه دير به ؛ ولهذا يقال للرجل إذا دخل بئرا فاشتدت عليه ريحها حتى يصيبه دوار ، فيسقط : قد أسن يأسن أسنا ، قال "زهير " :


يغادر القرن مصفرا أنامله يميل في الريح ميل الماتح الأسن

الماتح : الذي ينزل البئر ، فيغرف من مائها في الدلو إذا قل الماء .

قال " أبو عبيد " : ويقال في معنى ركب ردعه ، [أي ] أنه لم يردعه شيء ، فيمنعه عن وجهه ، ولكنه ركب ذاك ، ومضى لوجهه ، والرادع : هو المانع ، كقول الناس : ردعت فلانا عما يريد ، أي منعته .

التالي السابق


الخدمات العلمية