الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
632 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [ - رضي الله عنه - ] : "حجوا بالذرية ، ولا تأكلوا أرزاقها ، وتذروا أرباقها في أعناقها " .

قال : حدثناه "يحيى بن سعيد " و"يزيد بن هارون " عن [ ص: 257 ] "سليمان بن حيان " عن "موسى بن قطن " عن "آمنة بنت محرز " عن "عمر " .

قوله : "لا تدعوا أرباقها في أعناقها " : فجعل الحج عليها واجبا ، وإنما ذكر الذرية ، وليس على الذرية حج ، قال "أبو عبيد " : فقلت "ليحيى " : ما وجه هذا الحديث ؟

فقال : لا أعرفه . فقلت له : إنه لم يرد الصبيان ، إنما أراد النساء ، وقد يلزمهن اسم الذرية ، وذكرت له حديث "سفيان الثوري " عن "أبي الزناد " عن "المرقع بن صيفي " عن "حنظلة الكاتب " .

قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ، فرأى امرأة مقتولة ، فقال : "هاه! ما كانت هذه تقاتل ، الحق خالدا فقل [له ] : لا تقتلن ذرية ، ولا عسيفا "  
جعل النساء من الذرية ، فعرف "يحيى " الحديث ، وقال : نعم ، وقبله .

قال : " أبو عبيد " فهذا يبين لك أن الذرية : النساء ها هنا [ ص: 258 ] .

وأما ذكره الأرباق ، فإنه مثل ، شبه ما قلدت [به ] أعناقها من وجوب الحج بالأرباق التي تقلدها أعناق الأسارى ، ومن ذلك قول "زهير " .


أشم أبيض فياض يفكك عن أيدي العناة وعن أعناقها الربقا

التالي السابق


الخدمات العلمية