الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
67 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"لا فرعة، ولا عتيرة" [ ص: 247 ] .

قال: حدثناه سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، يرفعه.

قال أبو عمرو: هي الفرعة والفرع - بنصب الراء - قال: وهو أول ولد تلده الناقة، وكانوا يذبحون ذلك لألهتهم في الجاهلية، فنهوا عنه، وقال أوس بن حجر يذكر أزمة في سنة شديدة البرد:


وشبه الهيدب العبام من ال أقوام سقبا مجللا فرعا

يعني أنه قد لبس جلده من شدة البرد.

ويقال: قد أفرع القوم: إذا فعلت إبلهم ذلك.

قال "أبو عبيد": وأما العتيرة: فإنها الرجبية، وهي ذبيحة كانت تذبح في رجب يتقرب بها أهل الجاهلية، ثم جاء الإسلام، فكان على ذلك حتى نسخ بعد.

قال "أبو عبيد": ومنه حديث "مخنف بن سليم".

قال: حدثنيه معاذ، عن ابن عون، قال: حدثني أبو رملة، عن مخنف بن سليم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول [ ص: 248 ] :

"إن على كل مسلم في كل عام أضحاة وعتيرة".  

قال: والحديث الأول فيما نرى ناسخ لهذا.

يقال منه عترت أعتر عترا، [و] قال الحارث بن حلزة اليشكري يذكر قوما أخذوهم بذنب غيرهم، فقال:


عننا باطلا وظلما كما تعـ     تر عن حجرة الربيض الظباء

قوله: عننا: يعني اعتراضا. وقوله: كما تعتر: يعني العتيرة في رجب، وذلك أن العرب في الجاهلية كانوا إذا طلب أحدهم أمرا نذر لئن ظفر به ليذبحن من غنمه في رجب كذا وكذا، وهي العتائر، فإذا ظفر به، فربما ضن بغنمه، وهي الربيض [ ص: 249 ] فيأخذ عددها ظباء، فيذبحها في رجب مكان الغنم، فكانت تلك عتائره، فضرب هذا مثلا، يقول: أخذتمونا بذنب غيرنا كما أخذت الظباء مكان الغنم.

التالي السابق


الخدمات العلمية