الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
677 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عثمان " [رحمه الله ] : عند مقتله  حين قال :

"فتغاووا - والله - عليه حتى قتلوه " .

قال : حدثناه "ابن علية " عن "ابن عون " عن " الحسن " قال : أنبأني "وثاب " ، ثم ذكر حديثا طويلا في مقتله .

قوله : "فتغاووا عليه " ، فالتغاوي : هو التجمع ، والتعاون على الشر [ ص: 321 ] .

وأصله من الغواية أو الغي ، يبين ذلك شعر لأخت "المنذر بن عمرو الأنصاري " قالته في أخيها ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث "المنذر بن عمرو الأنصاري " إلى "بني عامر بن صعصعة " فاستنجد "عامر بن الطفيل " عليه - وعلى أصحابه - قبائل من "سليم " من "عصية " و"رعل " و"ذكوان " ، فقتلوا "المنذر " وأصحابه ، فهم الذين دعا عليهم "النبي" - صلى الله عليه وسلم - أياما ، فقالت أخته ترثيه :


تغاوت عليه ذئاب الحجاز بنو بهثة وبنو جعفر

"بهثة " : من "بني سليم " و"جعفر " من "بني عامر بن صعصعة "

ويقال من ذلك : غويت أغوي غيا ، وبعض الناس يقول : غويت أغوي لغة وليست بمعروفة ، قال الله - عز وجل - : أغويناهم كما غوينا

التالي السابق


الخدمات العلمية