قال : حدثناه "محمد بن الحسن " عن "أبي عاصم الثقفي " عن "قيس بن مسلم " عن "طارق بن شهاب " عن "علي " .
قال " الأصمعي " : اللدم : صوت الحجر ، أو الشيء يقع بالأرض ، وليس بالصوت الشديد .
يقال منه : لدمت الدم لدما ، وقال الشاعر :
وللفؤاد وجيب تحت أبهره لدم الغلام وراء الغيب بالحجر [ ص: 328 ]
قال : "الأبهر : عرق مستبطن الصلب ، يقال : إن القلب متصل به ، قال " أبو عبيد " : فشبه وجيب القلب بصوت الحجر يرمي به الغلام .وإنما قيل للضبع : إنها تسمع اللدم ؛ لأنهم إذا أرادوا أن يصيدوها رموا في جحرها بحجر ، أو ضربوا بأيديهم باب الجحر ، فتحسبه شيئا تصيده ، فتخرج ؛ لتأخذه ، فتصاد عند ذلك .
وهي - زعموا - من أحمق الدواب ، ويبلغ من حمقها أن يدخل عليها ، فيقال لها : ليست هذه أم عامر ، فتسكت حتى تصاد .
فأراد "علي " : أني لا أخدع كما تخدع الضبع باللدم .
ويقال : ليست هي أم عامر .
ويقال في التدام النساء : إنما هو مأخوذ من اللدم ، إنما هو افتعال منه .
قال " الأصمعي " : ويقال في غير هذا : لدمت الثوب وردمته : إذا رقعته .
وكذلك قال " أبو عبيدة " في المردم .
[قال ] : ومنه قول الشاعر [ ص: 329 ] :
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم


