الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
683 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " - رحمه الله - حين مر "بعبد الله بن عتاب بن أسد " مقتولا "يوم الجمل "  فقال : هذا يعسوب قريش " .

قال " الأصمعي : " اليعسوب : فحل النحل وسيدها ، فشبهه في "قريش " بالفحل في النحل .

ومنه حديثه الآخر - حين ذكر الفتن ، فقال - : "فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه ، فيجتمعون إليه ، كما يجتمع قزع الخريف " [ ص: 331 ] .

قال : حدثنا بهذا الحديث الثاني "أبو النضر " عن "أبي خيثمة " عن "الأعمش " عن "إبراهيم التيمي " عن "الحارث بن سويد " عن "علي " .

قال " الأصمعي " : يريد بقوله : "يعسوب الدين" أنه سيد الناس في الدين يومئذ .

وقوله : "قزع الخريف " ، يعني : قطع السحاب التي تكون في الخريف ، وكذلك القزع في غير هذا هي القطع أيضا ، ومنه القزع التي تكون في رؤوس الصبيان ، وهو أن يحلق رأس الصبي ، ويترك منه مواضع .

قال " الأصمعي " : واليعسوب أيضا : طائر أكبر من الجرادة ، وليس هو الذي في [هذا ] الحديث ، وهو الذي يشبه به الخيل والكلاب في الضمر ، قال "بشر بن أبي خازم " يذكر الصائد :


أبو صبية شعث بطيف بشخصه كوالح أمثال اليعاسيب ضمر

يعني الكلاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية