الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
686 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " - رحمه الله - في [ ص: 335 ] ذي الثدية المقتول "بالنهروان " - أنه مودن اليد ، أو مثدن اليد ، أو مخدج اليد " .

قال : حدثناه " ابن علية " عن "أيوب " عن "ابن سيرين " عن "عبيدة " عن "علي " .

قال "الكسائي " وغيره : المودن اليد : القصير اليد .  

يقال : أودنت الشيء : قصرته .

قال : " أبو عبيد " : وفيه لغة أخرى : ودنته فهو مودون ، قال "حسان " يذم رجلا :


وأمك سوداء مودونة كأن أناملها الحنظب

والحنظب : ذكر الخنافس .

وفيه لغتان : الحنظب ، والحنظوب [ ص: 336 ] .

وقال غيره في اللغة الأولى :


وقد طلقت ليلة كلها     فجاءت به مودنا خنققيقا

وبعضهم يرويه "موتنا " .

وقوله : "مثدن اليد" قال بعض الناس : نراه أخذه من ثندوة الثدي ، وهي أصله ، شبه يده في قصرها واجتماعها بذاك .

قال " أبو عبيد " : فإن كان من هذا ، فالقياس أن يقال : مثند ؛ لأن النون قبل الدال في الثندوة ، إلا أن يكون من المقلوب ، فذلك كثير في الكلام .

وأما قوله : "مخدج اليد " فإنه القصير أيضا ، أخذ من إحداج الناقة ولدها ، وهو : أن تلده لغير تمام في خلقه .

قال "الفراء " : إنما قيل : "ذو الثدية " فأدخلت الهاء فيها ، وإنما هي تصغير ثدي ، والثدي ذكر ؛ لأنها كأنها بقية ثدي قد ذهب أكثره ، كما يقال : لحيمة ، وشحيمة ، فأنث على هذا التأويل .

قال : وبعضهم يقول : "ذو اليدية " .

قال " أبو عبيد " : ولا أرى الأصل كان إلا هذا ، ولكن الأحاديث كلها تتابعت بالثاء : "ذو الثدية " [ ص: 337 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية