قال : حدثناه " ابن علية " عن "أيوب " عن "ابن سيرين " عن "عبيدة " عن "علي " .
قال "الكسائي " وغيره : المودن اليد : القصير اليد .
يقال : أودنت الشيء : قصرته .
قال : " أبو عبيد " : وفيه لغة أخرى : ودنته فهو مودون ، قال "حسان " يذم رجلا :
وأمك سوداء مودونة كأن أناملها الحنظب
والحنظب : ذكر الخنافس .وفيه لغتان : الحنظب ، والحنظوب [ ص: 336 ] .
وقال غيره في اللغة الأولى :
وقد طلقت ليلة كلها     فجاءت به مودنا خنققيقا 
وقوله : "مثدن اليد" قال بعض الناس : نراه أخذه من ثندوة الثدي ، وهي أصله ، شبه يده في قصرها واجتماعها بذاك .
قال " أبو عبيد " : فإن كان من هذا ، فالقياس أن يقال : مثند ؛ لأن النون قبل الدال في الثندوة ، إلا أن يكون من المقلوب ، فذلك كثير في الكلام .
وأما قوله : "مخدج اليد " فإنه القصير أيضا ، أخذ من إحداج الناقة ولدها ، وهو : أن تلده لغير تمام في خلقه .
قال "الفراء " : إنما قيل : "ذو الثدية " فأدخلت الهاء فيها ، وإنما هي تصغير ثدي ، والثدي ذكر ؛ لأنها كأنها بقية ثدي قد ذهب أكثره ، كما يقال : لحيمة ، وشحيمة ، فأنث على هذا التأويل .
قال : وبعضهم يقول : "ذو اليدية " .
قال " أبو عبيد " : ولا أرى الأصل كان إلا هذا ، ولكن الأحاديث كلها تتابعت بالثاء : "ذو الثدية " [ ص: 337 ] .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					