الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
726 - وقال " أبو عبيد " في حديث " سعد" [ - رحمه الله - ] : " لقد رأيتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعام إلا الحبلة، وورق السمر، ثم أصبحت " بنو أسد" تعزرني على الإسلام، لقد ضللت إذا، وخاب عملي"   [ ص: 25 ] .

أصل التعزير هو التأديب، ولهذا سمي الضرب دون الحد تعزيرا، وإنما هو أدب، فكأن هذا القول من " سعد" حين شكاه " أهل الكوفة" إلى " عمر" حين قالوا لا يحسن الصلاة، فسأله " عمر" عن ذلك، فقال: إني لأطيل بهم في الأوليين، وأحذف في الأخريين، وما آلو عن صلاة رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] .

فقال " عمر": كذلك عهدنا الصلاة
 
[ ص: 26 ] .

وفي حديث آخر، قال: كذاك الظن بك " أبا إسحاق".

قال " أبو عبيد ": وقد يكون التعزير في موضع آخر لا يدخل ها هنا، وهو تعظيمك الرجل، وتبجيلك إياه، ومنه قول الله - تبارك وتعالى لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه

وأما قول " سعد": " في الحبلة والسمر" فإنهما نوعان من الشجر أو النبات [ ص: 27 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية