الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
761 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] " أن امرأته سألته أن يكسوها جلبابا، فقال: إني أخشى أن تدعي جلباب الله الذي جلببك به. قالت: وما هو؟ قال: بيتك.

قالت: أجنك من أصحاب " محمد" تقول: هذا.

قال: حدثنيه " ابن مهدي" ، عن " سفيان" ، عن " طارق بن عبد الرحمن" ، [ ص: 87 ] عن " حكيم بن جابر" ، عن " عبد الله".

قال " الكسائي" وغيره: قولها: أجنك: تريد من أجل أنك، فتركت " من" ، والعرب تفعل ذلك تدع " من" مع " أجل" ، تقول: فعلت ذاك أجلك: بمعنى من أجلك،  قال " عدي بن زيد":


أجل أن الله قد فضلكم فوق ما أحكي بصلب وإزار

أراد من أجل، وأراد بالصلب: الحسب، وبالإزار: العفة.

ويروى أيضا:


فوق من أحكأ صلبا بإزار [ ص: 88 ]

أحكأ: يريد: شده، يقال: أحكأت العقدة: إذا أحكمتها عقدا.

وقولها: أجنك، فحذفت الألف واللام، كقوله: لكنا هو الله ربي يقال: إن معناه - والله أعلم - لكن أنا هو الله ربي فحذفت الألف فالتقت نونان فجاء التشديد لذلك، وأنشد " الكسائي":


لهنك من عبسية لوسيمة     على هنوات كاذب من يقولها

أراد: لله إنك لوسيمة، فأسقط إحدى اللامين من لله، وحذف الألف، وكذلك اللام " من أجل" حذفت، كما قال:


لاه ابن عمك والنوى تعدو

[فحذف اللام، وهو من هذا أيضا] .

التالي السابق


الخدمات العلمية