786 - وقال " " في أبو عبيد حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] :
" لأن أعض على جمرة حتى تبرد، - أو قال: حتى تطفأ - أحب إلي من أن أقول لأمر قضاه الله [علي] : ليته لم يكن" [ ص: 127 ] .
قال: حدثنا ، عن " أبو بكر بن عياش" ، عن " أبي حصين" " يحيى ابن وثاب" ، عن عن " مسروق، " عبد الله".
قال: وحدثنا ، عن " ابن مهدي" " سفيان" ، عن ، عن " أبي حصين" " إبراهيم" ، عن " عبد الله".
قوله: " ليته لم يكن": ليس وجهه عندي أن يكون عاما في كل شيء، ولا إياه أراد " عبد الله" ، ولو كان هذا في الأشياء كلها لكان ينبغي إذا أذنب الرجل ذنبا ألا يندم عليه، ولا يقول: ليتني لم أكن فعلته، وكيف يكون هذا و " عبد الله" نفسه يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " الندم توبة" فهل الندم إلا أن يتمنى أن الذي كان منه لم يكن؟
ولكن وجهه عندي: أنه أراد المصائب خاصة التي يؤجر عليها العبد، كالمصائب في الأبدان والأهل والمال، لأنه إذا تمنى أن ذلك لم يكن، فكأنه لم يرض بقضاء الله عليه، ولا يأمن أن يكون أجره قد حبط، ولكنه يرضى، ويسلم لأمر الله وقضائه. ومما تمنى الناس مما كان أنه لم يكن قول " مريم": يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا وقول " ليت أمي لم تلدني" ، وقول " عمر": " عبد الله": " ليتني كنت طائرا بشراف" ، وقول " ليتني [ ص: 128 ] كنت حيضة ملقاة" وقول " عائشة": " ليت " بلال": لم تلده أمه" ومثل هذا كثير، ولا تجده في شيء من المصائب للدنيا أنه تمنى أن الذي كان لم يكن. بلالا
قال " ": فأما الأشياء التي يوزر عليها العبد، فإنه كلما تمنى ألا يكون عملها، واشتد ندمه عليها كان أقرب له إلى الله. أبو عبيد