" أتتكم الدهيماء ترمي بالنشف، ثم التي تليها ترمي بالرضف".
قال: حدثنا " يزيد" ، عن ، عن " الوليد بن جميع" ، عن " أبي الطفيل" " حذيفة".
نراه أراد الدهماء، فصغرها، مثل حديثه الآخر: " لتكونن فيكم أيتها الأمة أربع فتن: الرقطاء، والمظلمة، وفلانة، وفلانة". قوله: "الدهيماء":
فالمظلمة: مثل الدهماء، وبعض الناس يذهب بها إلى الدهيم، فإن كانت [ ص: 144 ] من الدهيم فإن الدهيم: الداهية.
ويقال: إن سببها أن ناقة كان يقال لها: الدهيم، فغزا قوم قوما، فقتل منهم سبعة إخوة، فحملوا على الدهيم. فصارت مثلا في كل داهية وبلية.
وأما النشف: فإنها حجارة سود على قدر الأفهار كأنها محترقة، قالها " الأصمعي".
وقال هي التي تدلك بها الأرجل. " أبو عمرو":
وأما الرضف: فإنها الحجارة المحماة بالنار أو الشمس، واحدتها رضفة.
ومنه الحديث المرفوع، قال: حدثنيه " أبو نوح" ، عن ، عن " شعبة" " سعد بن إبراهيم" ، عن ، عن " أبي عبيدة" " عبد الله" ، عن " النبي" - عليه السلام - : " أنه كان إذا جلس في الركعتين الأوليين، كأنه على الرضف".
وقال الراجز [ ص: 145 ] :
أفلح من كانت له هرشفه
ونشفة يملأ منها كفه
ويقال في النشفة - في غير هذا الحديث - : إنها الخرقة التي ينشف بها ماء المطر من الأرض، ثم يعصر في الأوعية، وهذا الحديث يروى عن " عبد الله" ، و ، جميعا. " حذيفة"قال: حدثناه " اليمامي عمر بن يونس" ، عن ، عن " عكرمة بن عمار" ، عن " يحيى ابن أبي كثير" " عبد الله" مثله، وزاد فيه: " والذي نفسي بيده ما أجد لي ولكم إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها".
قال " ": يقول: إنا كنا قبل أن تهيج الفتنة لم نتلبس من الدنيا بشيء، فليس ينجينا منها إلا أن تنجلي عنا، وحالنا حينئذ كحالنا الساعة، لم نلتبس منها بشيء، فهذا هو الخروج منها كما دخل فيها، يعني الفتنة. أبو عبيد