الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
879 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عباس" أنه دخل " مكة" [ ص: 252 ] رجل من جراد، فجعل غلمان " مكة" يأخذون منه، فقال " ابن عباس":

" أما إنهم لو علموا لم يأخذوه".

قال: حدثناه " هشيم" ، قال: أخبرنا " أبو بشر" ، عن " يوسف بن ماهك" ، عن " ابن عباس".

قوله: رجل من جراد:  الرجل: الجماعة الكثيرة من الجراد خاصة، وهذا جمع على غير لفظ الواحد، ومثله في كلامهم كثير، وهو كقولهم لجماعة النعام: خيط، ولجماعة الظباء: إجل، ولجماعة البقر: صوار، وللحمير: عانة، وقال " أبو النجم" يصف الحمر في عدوها، وتطاير الحصى عن حوافرها، [فقال] :


كأنما المعزاء من نضالها


رجل جراد عن خذالها

والذي يراد من هذا الحديث أنه كره قتل الجراد في الحرم، وذلك لأنه كان عنده من صيد البر، وقال الله - تبارك وتعالى - : وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما [ ص: 253 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية