الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
901 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عمر" - حين سأله رجل عن " عثمان" فقال: أنشدك الله هل تعلم أنه فر يوم أحد، وغاب عن " بدر" وعن بيعة الرضوان؟  فقال " ابن عمر": " أما فراره " يوم أحد" فإن الله [ - تعالى - ] يقول: ولقد عفا الله عنهم وأما غيبته عن " بدر" فإنه كانت عنده بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت مريضة، وذكر عذره في ذلك كله، ثم قال: اذهب بهذه تلآن معك".

قال: حدثناه " أبو النضر" ، عن " شيبان" ، عن " عثمان بن عبد الله بن موهب" ، عن " ابن عمر".

قال " الأموي": قوله: تلآن:  يريد الآن، وهي لغة معروفة، يزيدون التاء في [ ص: 278 ] الآن، وفى حين، فيقولون: تلآن، وتحين، قال: ومنه قول الله - تبارك وتعالى - : ولات حين مناص قال: إنما هي ولا حين مناص، قال: وأنشدنا " الأموي" " لأبي وجزة السعدي":


العاطفون تحين ما من عاطف والمطعمون زمان ما من مطعم

وكان " الكسائي" " والأحمر" وغيرهما من أصحابنا يذهبون إلى أن الرواية: " العاطفونة" ، فيقولون: جعل الهاء صلة، وهي في وسط الكلام، وهذا ليس يوجد إلا على السكت، فحدثت به " الأموي" فأنكره، وهو عندي على ما قال " الأموي" ، ولا حجة لمن احتج بالكتاب في قوله ولات ، لأن التاء منفصلة من حين، لأنهم قد كتبوا مثلها منفصلا أيضا [ ص: 279 ] مما لا ينبغي أن يفصل كقوله [ - عز وجل - ] : يا ويلتنا مال هذا الكتاب

فاللام في الكتاب منفصلة من هذا، وقد وصلوا في غير موضع وصل، فكتبوا: " ويكأنه" وربما زادوا الحرف، ونقصوا، وكذلك زادوا ياء في قوله [تعالى] : أولي الأيدي والأبصار فالأيدي في التفسير عن " سعيد بن جبير" أولوا القوة في الدين والبصر.

قال " أبو عبيد ": فالأيد: القوة بلا ياء، والأبصار: العقول، وكذلك كتبوه في موضع آخر: داوود ذا الأيد

التالي السابق


الخدمات العلمية