ثم سأل " ابن الزبير" ، فقال مثل ذلك.
قال: حدثناه ، عن " أبو معاوية" " عبد الله بن أبي سعيد المقبري" ، عن " جده" ، أو عن " أبيه" - الشك من " أبي عبيد" - .
إنما هو مثل، وأصله فيما يقال: إن رجلا أراد أن يقطع مفازة بإبله، فاتكل على ما فيها من الكلإ، فقيل له: عش إبلك قبل أن تفوز بها، وخذ بالاحتياط. فإن كان فيها كلأ. فليس يضرك ما صنعت، وإن لم يكن فيها شيء كنت قد أخذت بالثقة. فأراد قوله: عش ولا تغتر ، و " ابن عمر" ، و [ ص: 282 ] " ابن الزبير" ذلك المعنى في العمل، يقولون: اجتنب الذنوب، ولا تركبها اتكالا على الإسلام، وخذ في ذلك بالثقة والاحتياط، قال " ابن عباس" " أبو النجم":
عشى فعيل واصغري فيمن صغر
ولا تريدي الحرب واجتري الوبر
يقول: خذي بالثقة في ترك الحرب، وعليك بالإبل، فعالجيها، إنك لست بصاحبة حرب.