الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
904 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عمر" حين أتاه رجل فسأله، فقال: كما لا ينفع مع الشرك عمل، فهل يضر مع الإسلام ذنب؟  فقال " ابن عمر": " عش ولا تغتر" ، ثم سأل " ابن عباس" فقال مثل ذلك.

ثم سأل " ابن الزبير" ، فقال مثل ذلك.

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " عبد الله بن أبي سعيد المقبري" ، عن " جده" ، أو عن " أبيه" - الشك من " أبي عبيد" - .

قوله: عش ولا تغتر  إنما هو مثل، وأصله فيما يقال: إن رجلا أراد أن يقطع مفازة بإبله، فاتكل على ما فيها من الكلإ، فقيل له: عش إبلك قبل أن تفوز بها، وخذ بالاحتياط. فإن كان فيها كلأ. فليس يضرك ما صنعت، وإن لم يكن فيها شيء كنت قد أخذت بالثقة. فأراد " ابن عمر" ، و " ابن عباس" ، و [ ص: 282 ] " ابن الزبير" ذلك المعنى في العمل، يقولون: اجتنب الذنوب، ولا تركبها اتكالا على الإسلام، وخذ في ذلك بالثقة والاحتياط، قال " أبو النجم":


عشى فعيل واصغري فيمن صغر


ولا تريدي الحرب واجتري الوبر

يقول: خذي بالثقة في ترك الحرب، وعليك بالإبل، فعالجيها، إنك لست بصاحبة حرب.

التالي السابق


الخدمات العلمية