الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
923 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله بن عمرو": " أن الله - تبارك وتعالى - أنزل الحق، ليذهب به الباطل، ويبطل به اللعب، والزفن، والزمارات، والمزاهر، والكنارات" [ ص: 303 ] .

قال: حدثنيه " أبو النضر" ، عن " عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة" ، عن " هلال بن أبي هلال" ، عن " عطاء بن يسار" ، عن " عبد الله بن عمرو".

قوله: المزاهر:  واحدها مزهر، وهو العود الذي يضرب به، ومنه الحديث المرفوع في النسوة التي ذكرن أزواجهن، فقالت واحدة منهن، وذكرت زوجها وإبله، فقالت: إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك: تعني أنه ينزل به الضيفان، فينحر لهم، ويسقيهم، ويأتيهم باللهو، قال " الأعشى" يمدح رجلا:


جالس حوله الندامى فما ينـ ـفك يؤتى بمزهر مندوف

فهذا المزهر لا يختلف فيه [ ص: 304 ] .

وأما الكنارات فإنها يختلف فيها، فيقال: إنها العيدان - أيضا، ويقال: بل الدفوف.  وهو في حديث مرفوع، قال: حدثنا " يزيد بن هارون" ، عن " محمد بن إسحاق" ، عن " يزيد بن أبي حبيب" ، عن " عبد الله بن عمرو" ، قال: " نهى " النبي" - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر، والميسر، والكوبة، والغبيراء، وكل مسكر"  ، وذكر فيه الكنارات أيضا. فأما الكنارات فما ذكرنا، وأما الكوبة فإن " محمد بن كثير" أخبرني أن الكوبة: النرد في كلام أهل اليمن، وقال غيره: الطبل.

وقال " ابن كثير": لا أعرف الغبيراء، وقال غيره: الغبيراء: السكركة، وهو شراب يعمل من الذرة، والسكركة بالحبشية، وهو شرابهم.

وأما الحديث الآخر: " إن الله يغفر لكل مذنب إلا لصاحب عرطبة أو كوبة".  

فقد قيل في العرطبة: إنها العود أيضا، وأما الكوبة فما ذكرنا، فهذه [ ص: 305 ] ثلاثة أسماء في العود، والاسم الرابع البربط، ولا أعلم منها اسما عربيا إلا المزهر وحده.

التالي السابق


الخدمات العلمية