الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
932 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عمران بن حصين": " إن في المعاريض عن الكذب لمندوحة".  

قوله: مندوحة: يعني سعة وفسحة.

قال " أبو عبيد ": ومنه قيل للرجل إذا عظم بطنه واتسع: قد انداح بطنه، واندحى لغتان.

فأراد أن في المعاريض ما يستغني به الرجل عن الاضطرار إلى الكذب، والمعاريض: أن يريد الرجل أن يتكلم بالكلام الذي إن صرح به كان كذبا، فيعارضه بكلام آخر يوافق ذلك الكلام في اللفظ ويخالفه في المعنى، فيتوهم السامع أنه أراد ذلك، وهذا كثير في الحديث.

ومنه حديث " إبراهيم" أن رجلا أتاه، فقال: إني اعترضت على دابة، وإنها نفقت، ولست أعطى عطائي إلا أن أحلف أنها هي الدابة التي اعترضت [ ص: 315 ] عليها، فقال " إبراهيم": اذهب، فخذ دابة، فاعترض عليها بجسدك، ثم احلف أنها الدابة التي اعترضت عليها، وأنت تعني اعتراضك بجسدك".

قال: حدثناه " أبو المنذر" شيخ من أهل الكوفة، قال: حدثنا " قيس بن الربيع" ، عن " الأعمش" ، عن " إبراهيم".

التالي السابق


الخدمات العلمية