الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث عبد الله بن مغفل

[رضي الله عنه]

934 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله بن مغفل" في وصيته: " لا ترجموا قبري".  

قال: حدثناه " إسحاق بن عيسى" ، عن " أبي الأشهب" ، عن " بكر بن عبد الله" ، عن " عبد الله بن مغفل".

المحدثون يقولون: لا ترجموا [قبري] ، قال " أبو عبيد ": وإنما هو " لا ترجموا" يقول: لا تجعلوا عليه الرجم، وهي الرجام: يعني الحجارة، وكانوا يجعلونها على القبور، وكذلك هي إلى اليوم، حيث لا يوجد التراب، قال " كعب بن زهير":


أنا ابن الذي لم يخزني في حياته ولم أخزه حتى تغيب في الرجم

قال " أبو عبيد ": وقد تأوله بعضهم على النياحة والقول السيئ فيه،  من [ ص: 318 ] قول " أبي إبراهيم" " لإبراهيم": لأرجمنك يعني: لأقولن فيك ما تكره، وإنما أراد " ابن مغفل" تسوية القبر بالأرض، وألا يكون مسنما مرتفعا، وكذلك حديث " الضحاك" قال: حدثنا " هشيم" ، عن " جويبر" ، عن " الضحاك" ، أنه قال في وصيته: " وارمسوا قبري رمسا".

وأما حديث " موسى بن طلحة" أنه شهد دفن رجل، فقال: " جمهروا قبره جمهرة" فهو غير ذلك: إنما أراد أن يجمع عليه التراب جمعا، ولا يطين، ولا يصلح، والأصل من هذا جماهير الرمل، واحدها جمهور، وجمهورة، قال " الأصمعي": الجمهور: الرملة المشرفة على ما حولها، وهي المجتمعة،  وقال " ذو الرمة":


خليلي عوجا من صدور الرواحل     بجمهور حزوى فابكيا في المنازل [ ص: 319 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية