الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث قيس بن عاصم [رحمه الله]

940 - وقال " أبو عبيد " في حديث " قيس بن عاصم" حين أوصى بنيه عند موته، فقال: " انظروا هذا الحي من " بكر بن وائل" ، ولا تعلموهم مكان قبري، فإنه قد كانت بيننا وبينهم خماشات في الجاهلية".

قال: حدثناه " حجاج" ، عن " شعبة" أسنده إلى " قيس".

قوله: الخماشات:  يعني الجنايات والجراحات، قال " ذو الرمة" يصف الحمار والأتن:


رباع لها مذ أورق العود عنده خماشات ذحل ما يراد امتثالها [ ص: 324 ]

قال " أبو عبيد ": يقال للحاكم: أمثلني منه، وأقصني منه، وأقدني منه.

وأما قوله في وصيته أيضا: " فإني كنت أغاولهم"  فنرى أن المحفوظ: أغاورهم، وهو من الغارات: أن يغيروا عليه ويغير عليهم، فإن كان المحفوظ أغاولهم، فإن المغاولة: المبادرة.

ومنه حديث " عمار بن ياسر" أنه صلى صلاة أسرع فيها، وقال: " إني كنت أغاول حاجة لي".

وأما قوله في وصيته: " وعليكم بالمال واحتجانه":  فإن الاحتجان: ضمك الشيء إلى نفسك، وإمساكك إياه، وهو مأخوذ من المحجن، والمحجن: العصا المعوجة التي يجتذب بها الإنسان الشيء إلى نفسه [ ص: 325 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية