باب: فرع .
حدثنا حدثنا عفان قال شعبة الحكم: أخبرني، عن عن يحيى بن الجزار، عن صهيب ابن عباس: "جاءت جاريتان فأخذتا بركبتي رسول الله صلى الله عليه ففرع أو فرق بينهما ولم ينصرف" .
حدثنا حدثنا مسدد، بشر بن مفضل، حدثنا خالد، عن عن أبي قلابة، عن أبي المليح، نبيشة، . نادى رجل رسول الله صلى الله عليه بمنى: إنا كنا نفرع فرعا في الجاهلية، فما تأمرنا؟ قال: "في كل سائمة فرع تغذوه ماشيتك حتى إذا استحمل ذبحته فتصدقت بلحمه"
حدثنا موسى، حدثنا أخبرنا حماد، عن ابن خثيم، عن يوسف بن ماهك، أن حفصة بنت عبد الرحمن، قالت [ ص: 178 ] : عائشة . "أمرنا رسول الله صلى الله عليه بالفرع في كل خمسين شاة شاة"
حدثنا حدثنا مسدد، يحيى، عن حدثني ابن جريج، عن إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، أبيه، . بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه إذ دفع الراعي إلى المراح، وعلى يده سخلة قال: "أولدت" ؟ قال: نعم قال: "ماذا" ؟ قال بهمة قال: "اذبح مكانها شاة"، ثم قال: "لا تحسبن أنما ذبحناها من أجلك، لنا غنم مائة لا نحب أن تزيد واحدة، فإذا ولد الراعي بهمة أمرناه فذبح مكانها شاة"
حدثنا بشر بن بنت أزهر، حدثنا عيسى بن واقد، حدثنا عمران، عن عن قتادة، أن النبي عليه السلام قال: أنس، " أي الشجرة أبعد من الخارف؟ قالوا: فرعها قال: فكذاك الصف الأول " .
حدثنا سعيد بن يحيى، حدثنا أبي، عن [ ص: 179 ] قلت ابن جريج، لعطاء: من أين أرمي الجمرتين؟ قال: "تفرعهما" .
حدثنا علي، أخبرنا عن شعبة، عن منصور، الحسن، " في العبد يفترع عذرة الجارية قال: عليه العقر قوله: ففرع بينهما أخبرنا أبو نصر، عن يقال: أفرع بينهما أي أحجز وقوله: في نتاج ينتجونه من مواشيهم يذبحونه لآلهتهم أخبرنا الأصمعي أبو نصر، عن قال: الفرع: ذبح في الجاهلية، وهو أول النتاج إذا نتجت الناقة في أول نتاجها يذبحونه: يتبركون به قال الأصمعي سئل النضر بن شميل: عن الفرعة، فقال: إذا بلغت الإبل عدا معلوما ذبحوا واحدا من صغارها، والصغير من الإبل يذبح ولا ينحر، فرعوا تفريعا في الأرض خاصة . رؤبة
[ ص: 180 ] قال عمرو بن قميئة:
على أن ديني قد يوافق دينهم إذا نسكوا أفراعها وذبيحها
ويقال في الأمثال: أول الصيد فرع، ويصطاد أي يذبح أوله كما يذبح أول النتاج، ونصطاد نحن لأنفسنا قال أبو إسحاق: وهو في الغنم أن يبلغ عددا، فإذا جاوزته ذبح مكان ما زاد شاة، وذلك أني رأيت في حديث نبيشة: والاستحمال في الإبل دون الغنم . "في كل سائمة - يعني إبلا راعية - فرع، وتغذوه ماشيتك بلبنها حتى إذا استحمل ذبحته"،
حدثنا حدثنا أبو بكر، عن ابن نمير، عن داود بن قيس، عن عمرو بن شعيب، أبيه، عن جده، وفي هذا الحديث جعله في الإبل خاصة لقوله: "ولأن تتركه حتى يكون ابن لبون" . وابن اللبون إنما يكون في الإبل شغزبا: أي ممتلئا لحما، "خير من أن تذبحه ساعة يولد فيتلصق لحمه بوبره" ؛ فلا ينتفع به من تصدقت به عليه، "وتكفأ إناءك" إذا لم تتركه حتى يرضع أمه فيدر لبنها عليه، ويكثر، فإذا لم يتحلب اللبن براضعه خف فيبقى إناؤك مكفأ إذ لم يكن في ناقتك لبن تحلبه فيه، "وتوله ناقتك" إن ذبحته ساعة تضعه تركت ناقتك والها كالمرأة الواله إذا فقدت ولدها . سئل النبي صلى الله عليه عن الفرع، فقال: "الفرع حق، ولأن تتركه حتى يكون ابن لبون شغزبا خير من أن تذبحه فيتلصق [ ص: 181 ] لحمه بوبره، وتكفأ إناءك وتوله ناقتك، أو تحمل عليه في سبيل الله، أو تعطيه أرملة"
في مثل هذا المعنى حدثنا حدثنا دحيم، عن يحيى بن حسان، عن سليمان بن موسى، عن جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، أبيه، عن جده، أنه كتب إلى بنيه: أن النبي صلى الله عليه قال [ ص: 182 ] : قال "إن في نباتك من إبلك فرعا، وفي نباتك من غنمك فرعا، تغذوه ماشيتك حتى يستغني لسانه، ثم إن شئت أطعمه أهلك، وإن شئت تصدقت به" أبو إسحاق: يقول: فيما نبت من إبلك، ونتجت، وفي غنمك مثل ذلك إلا أنك تغذوه بلبن ماشيتك حتى يستغني لسانه عن اللبن، ويجتزئ بالمرعى، بلغ ابن لبون، أو لم يبلغ، ثم إن شئت أطعمته أهلك، فكان بمنزلة الأضحية، وإن تصدقت بلحمه كان بمنزلة القربة، وحديث لقيط يوافق قول من قال: أن تبلغ الغنم عددا يسمونه، فما جاز ذلك العدد ذبح لقوله: ماذا ولدت؟ قال: بهمة قال: اذبح مكانها شاة بدلا من البهمة؛ لأنها أكثر لحما، وأنفع لمن أعطيه، ثم قال: "لنا غنم مائة، لا نحب أن تزيد واحدة"، وقال:
وشبه الهيدب العبام من ال أقوام سقبا ملبسا فرعا
على أن ديني قد يوافق دينهم إذا نسكوا أفراعها وذبيحها
قوله: " أي الشجرة أبعد من الخارف؟ قالوا: فرعها " الفرع: أعلى كل شيء أخبرني أبو نصر، عن يقال ائت فرعة من فراع الجبل فأنزلها: وهي أماكن مرتفعة، وجبل فارع، ونقا فارع، إذا كان أطول ما يليه، وفرع قومه: إذا علاهم بشرف أو بجمال، وانزل بفارعة الوادي، وأصابته دبرة على فروع كتفيه، يريد أعاليهما، وتلاع فوارع، أي مشرفات المسايل، ولقيه ففرع رأسه بالعصا أي علاه وقال الخليل: فرع: صعد، وأفرع وفرع: انحدر قال: الأصمعي:
فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطي لا يدركنك إفراعي وتصعيدي
وقال آخر:
فساروا، فأما جل حيي ففرعوا جميعا وأما حي دعد فصعدا
[ ص: 184 ] وقال الفريعة: القملة، والفرعة: العظيمة، يقال: تفرعت الشيء وأفرعته: علوته قوله: في العبد يفترع الجارية أخبرني ابن الأعرابي: أبو نصر، عن يقال: افترع فلان فلانة إذا افتضها، وبئس ما أفرعت به: أي بئس ما ابتدأت به، وأفرع فرسك: اقدعه، والفرع: القوس يعمل من طرف القضيب، فإن أخذت من الأصل فشقت فهي شريج قال الأصمعي تفرع فلان القوم تفرعا إذا ركبهم، وشتمهم قال أبو زيد: لبيد:
لم أبت إلا عليه أو على مرقب يفرع أطراف الجبل
والفرع: الشعر الكثير قال رجل أفرع: تام الشعر لم [ ص: 185 ] يذهب منه شيء قال الأصمعي: المرار:
جعدة فرعاء في جمجمة ضخمة يفرق عنها كالصفر
[ ص: 186 ]