حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن أبي التياح، عن مطرف، عن ابن مغفل، عن النبي صلى الله عليه: "إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبعا، وعفروه الثامنة بالتراب" .
حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن أبي ثفال، عن رباح، عن أبي هريرة: "دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين" .
حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن داود بن قيس، عن ابن أقرم، عن أبيه، صلى النبي صلى الله عليه، فرأيت عفرتي إبطيه حين سجد .
[ ص: 194 ] حدثنا القاسم بن عيسى، حدثنا رحمة، حدثنا مجالد، عن الشعبي، عن هوذة قال: "غشينا علي يوم بدر في أوائل القوم ليثا عفريا يفري الفريا" قوله: "وعفروه الثامنة" قال: عفرته أعفره في التراب عفرا، وهو متعفر الوجه في التراب، واسم التراب العفر أنشدنا أبو نصر:
عن ذي حيازيم زبطر لو هصر صعب الفيول ألجم الفيل العفر
. قوله: دم عفراء يقول: البيضاء التي تشبه لون التراب. قال أبو زيد: ظبي أعفر في ظباء عفر، يسكن القفاف وصلابة الأرض، والرئم في الجميع آرام تسكن الرمل والسهل، وظبي آدم - في ظباء - أدم تسكن الجبال، وهي أعظمها، ثم الرئم، ثم العفر .
[ ص: 195 ] وقوله: عفرتي إبطيه يقول: بياض إبطيه الذي هو خلاف لون جسده؛ لأن مغابن الرجل وما لا يظهر للهواء منه أشد بياضا، ومنه "يحشر الناس على أرض عفراء أي بيضاء - كقرصة النقي" يعني الحوارى. قوله: ليثا عفريا العفري: الخبيث: أسد عفر. قال أبو زيد: لقيته عن عفر أي بعد شهر، وعن هجر: سنة فما عداها، ولقيته صكة عمي، وهو أشد الهاجرة، ولقيته ببلدة: إصمت: وهي القفر، والعفرية: الناصية .
[ ص: 196 ] قال جندل:
بينا الفتى يخبط في غيساته إذ صعد الدهر إلى عفراته
فاجتالها بشفرتي مبراته . وقال الأصمعي: العفرية النفرية: الخبيث المنكر. وقال الأحمر: التعفير: أن ترضع ولدها، ثم تدعه، ثم ترضعه، ثم تدعه، وذلك إذا أرادت تفطمه، [ ص: 197 ] قال لبيد:
لمعفر قهد تنازع شلوه غبس كواسب لا يمن طعامها.
قرئ على أبي نصر، عن الأصمعي قال: إذ أراد أن يفطم الفصيل عفره، وذلك أن يقطع عنه رضاع أمه يوما، ثم بعد يومين ثم بعد خمسة حتى يتعود. قال:
عفر على فصيلك الرضاع في كل يوم سقية الإرضاع
[ ص: 198 ]


